الجمعة، 14 يونيو 2013

لـغـةٌ


لـغـةٌ ..مـدَّتِ الظلالَ على الأرْ ضِ وأوعـتْ معاني الفرقـانِ
وَسِعتْها أدقّ مايعمُـقُ الفكْـ ــرُ ويـسمو إلى ذُرا كِيـوانِ
وأفاضتْ على اللُّـغـى زائـنـاتٍ من درارٍ ولــؤلــؤٍ وجُمـانِ
من غوالي "التنزيل "مستَكرَماتٍ مُتـرَفـاتِ الأزيـاءِ والألـوانِ
من شُذورِ الفِصاحِ صَوغِ الأوالي أمــراءِ البـيـانِ من "عدنانِ"
أَلِقَتْ والسّنا لها سَـرمَـديٌّ أتُرى كيف يـأْلَـقُ القَـمـرانِ ؟
مـاؤهـا في حروفِها يتَـنـزّى ولهـا فـضْـلُ شـدّةٍ ولِـيـانِ
هي أختُ الحـريـرِ حيـنًا ,وحيـنًا هي أختُ الحـديـدِ والصَّــوَّانِ
بلغَ الهـائـمـونَ منها مكـان النّـ ـجْمِ, واستمجدوا على الأزمـانِ
يـعـرُبـيّـون ذادَةٌ حُـفَـظـاءٌ لحقــوقِ الأوطـانِ والإخــوانِ

الجمعة، 7 يونيو 2013

قراءة في مقدمة كتاب: "تاريخ آداب العرب" لمصطفى صادق الرّافعي

 

قراءة في مقدمة كتاب: "تاريخ آداب العرب" لمصطفى صادق الرّافعي       عبد الله أيت واكريم

    الرافعي عظيمٌ بلا مدرسة ، كما وصفه صاحب كتاب : عظماء بلا مدارس "عبد الله صالح الجمعة".

العظمة التي اكتسبها الرفعي من خلال إبائه وتحديه لمرض الصمم، الذي كاد أن يكون حدا مانعا دون نفوذ عبقريته، والإيغال في العلوم العربية وغيرها ؛ عزيمة وإرادة تلك إذن أسلحة الرافعي وسيوفه التي شهرها في وجه المرض ، ولم يستسلم حتى تسلّق جبال الآداب وعُدّ من أعقل عقلاء  عصره ؛ والرافعي ليس كغيره ممن يتكسبون بالآداب وممن جعل قلمه خادما ومولى يقتات به ، بل "إنه لخفيف الشقة (1) و كانت جل كتاباته وإبداعاته خدمة للعربية ، فكان أستاذ نفسه ، وشيخ عصره، واستعاض نقص المشيخة والأستاذية بالكتب التي سارت بها الركبان ، وتداولها قرّاء العربية في القرن العشرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن يتصفح كتب الرافعي من قبيل تحت راية القرءان ،  ووحي القلم ورسالات كثيرة... يدرك جيدا عبقرية هذا الرجل ويدرك أيضا كيف حقق الرافعي مناط ما قرأه من أدبيات غيره من منظوم ومنثور وصاغها صياغته الخاصة ، وحبكها حبكة الصانع الماهر كما صرح بذلك في مقدمة كتابه بقوله :"هل أنا إلا رجل يقرأ ليكتُب ،ويكتب ليقرأَ الناس فإن أصاب فلهم ولاهم ،وإن أخطأ فعليه وخلاهم ذم" (2)؛ فعلى سبيل المثال كتابه وحي القلم لايكاد قارئه يفهم  مغلقات الكتاب إلا إذا روى من معين العربية وتصالح مع فنونها من : نحوٍ ، وصرفٍ ، وبلاغةٍ ، وعروضٍ ، ...فالرافعي يمكن أن أقول إنه أحكم قفل موضوعات الكتاب ، وختمه بخاتمه الخاص ؛ ومفاتيحه تتكون مما سلف زيادة على الخبرة بواقعه المعيش وقتئذ إذ علون جلّ فقرات الكتاب بمصطلحات استقاها من بيئته من قبيل :حديث قِطٌين ، بنت الباشا ، زوجة إمام ،...(3) وغيرها من العناوين ، وفي ذلك كله إيماءات وإشارات وتعريضات مطبقا قولهم :"إن من لايعرف الوحي أحمق"(4)يضربون بذلك المثل لمن لايعرف الإيماء والتعريض حتى يجاهر بما يُراد إليه وقولهم :"إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب".(5)

وأما كتاب تاريخ آداب العرب الذي نحن بصدده فيعد من بين نوادر الرافعي ؛ إذ جعله بُراقاً سافر به عبرالخط الزمني  للعصور الأدبية كلها قبل أن تستقر لفظة الأدب على ماهي عليه الآن ؛ أي مذ نزل الإسلام أو بالأحرى نزول الوحي مرورا بعهود الأربعة عشر قرنا حتى عصر الاختراعات هذا ؛ ومنذ الوهلة الأولى لمن تصفح الكتاب يتجلى أمامه بوضوح أنه أمام كاتب ـ على اختلاف طبعات الكتاب ـ يكتب بأسلوب أخَّاذ يملك على القارئ لبه ويستأ ثر بفكره ، إذ كلما كان أسلوب الكتاب إلى الغموض أقرب ـ الذي يكون من قبل المتكلم ـ إلا وتجد القارئ يجهد نفسه ويعنتها لتلجَ عوالمَ الكتاب وتورد من معينه ودرك خصوصياته.

ـ  خصوصية أخرى من خواصه ، تلك التي جعلته مرتبطا بالقرءان الذي تذوقه بذوقه الخاص ؛حيث لم يكن يتسنّى له أن يسمع القرءان من بعض قرّاء عصره ولو أحب ذلك، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمعه من غيره كما قال عبد الله بن مسعود قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن قلت آقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري (6) ، ولما كان رسول الله صلى الله وسلم مارّاً ببعض نخل المدينة فسمع أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقرأ القرءان فجعل يستمع إليه ولما أخبر أباموسى  بذلك قال له :لو علمت أنك تستمع إلي لحبّرته لك تحبيرا(7).

ويتمثل ارتباط الرافعي بالقرآن الكريم قراءةً وتدبراً وفهماً في تضمينه كتابه لعددٍ من آي القرءان ، فعلى سبيل المثال لا الحصر قوله :"نفشت في واديه كل جرباء"(8)مضمنا لقوله تعالى :"إذنفشت فيه غنم القوم "(9)، وقوله :"إلا مثل ماهبط به آدم من ورق الجنة في قلته"(10) تمثيلا لقوله جل شأنه :"وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"(11)وقوله :"وكأنه مشدود الوثاق(12)مضمنا لآية :"حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق"(13) .

ـ  خصوصية أخرى تضاف إلى غيرها في عمل الرافعي كونه يدافع عن العربية في كتابه هذا وفي غيره خصوصا في تلك المرحلة التي ألف فيها هذا الكتاب ـ تاريخ آداب العرب ـ وكتاب ـ تحت راية القرءان ـ ففي الأول حمل فيه على المؤلفين في الأدب العربي بصفة عامة ، ونعت طريقتهم بأوسام متعددة ، منهم من وصفه بحاطب ليل الذي يجمع كل شيء مما يحتاج إليه ومالا حاجة به ، ومنهم من وسمه بالعجمة وضعاً ونسباً، ومن وصفه بالهجين تارة أخرى (14) ؛ أما في كتابه الآخر فحمل فيه حملة شعواء على دعاة القديم والحديث، الذين يتقدمهم ذ:طه حسين ، مرددا بأن العربية تنأى عن ذلك كله ،ويحق له  أن يدافع عن العربية ، مادام أنه سبر غورها ، وسبح في بحرها سبح العوام المتقن ، وليس ممن تعوزه وتعوصه أمواجه واضطراباته ، ولم يرض بالقليل منها ، بل دال بدلوه ليصيب حظه ، حتى ناله مستوفى تاما وتلك مندوحة له ؛ حيث تجد كتاباته طافحة بأمثال العرب حفظا واستشهادا ولم يكن عالة على غيره حتى ولو حذا حذوهم،  بل أخذ بنصيبه فصار ينفق من أفكاره ، أفكارٍ لن تبور ، ولم يجتر ألفاظ القوم كما وضعوها ، بل جدد سلعته وزادها من محسنات ، مما جعلها تتفجر سحرا وبيانا وإشراقا ، فصارت تاجا مضيئا على هامته ، كما يضع الغواص الضوء ليضيء له أسرار البحار ، ويتبصر الدرر والجواهر واللآليء ، وليس الرافعي يدعي الكمال لنفسه ، بل الكمال لرب الكتّاب و الأدباء وغيرهم ، وهذا كلامه يقول: "بيد أني وإن طاولت التعب فيما استطعت من الإتقان والتجويد، وحسبت زمني في إغفال حسابه كأنه عمر ليس فيه يوم جديد ، لا أقول إني أتيت منه على آخر الإرادة ، ولا أزعم أني أوفيت على الغاية من الإفادة ، فلذلك أمر تنصرم دونه أعمار ، وللكمال عمر لا يحسب بالسنين ، ولكن بالأعصار . وجهد ما بلغت من همّة النفس أن أكون بنجوة من التقصير، وأن أدل بما جمعته من حوادث التاريخ على أن عمر التاريخ غير قصير، ولقد رميت في ذلك المرمى القصير ، وعالجت منه الطيع والعصي؛ ولو أن لي قلمًا ينفض مداده شبابًا على الأفهام ، ويكون في جنة هذا التاريخ آدم الأقلام، لخرج منها وليس عليه من حلته، إلا مثل ما هبط به آدم من "ورق" الجنة في قلته.

بيد أن الورقة من أحدهما: تعد في بركتها بأشجار، ومن الآخر تعدل في منفعتها بأسفار، وحسبي ذلك عذرًا إن جريت على العادة في تقديم الأعذار(15) .

هذا ماسمح به الفكر وزكّت منه القريحة إلى مخاضها بأفكار أخرى إن شاء الله

في الأخير: أقول في الأديب الأريب ، شيخ الشيوخ ، ومالك ناصية الآداب ماقاله عنه الشيخ محمد عبده ،قال :

أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفا يمحق به الباطل وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان الأوائل.(16)

هوامش العرض:

ـ (1) يريدون إنه قليلُ المسألة للناس تعفُّفاً (مجمع الامثال لأبي الفضل النيسابوري ــ ت (518) ــ ج ــ 1 ــ ص ــ 21 دار المعرفة بيروت .

ـ (2) تاريخ آداب العرب ج ـ 1ـ ط 2002 ـ ص ــ 10

ـ (3) وحي القلم ج ـ 1 ـ ص ـ 47 ـ 83 ـ 121 ـ ط ـ 2000

ـ (4) ويروى الْوَحَى مكان الوَحْيِ.

يضرب لمن لا يَعْرف الإيماء والتعريضَ حتى يجاهر بما يراد إليه. مجمع الامثال  (مجمع الأمثال...ص ــ 13

 ـ (5) يضرب لمن يحسب أنه مضطر إلى الكذب(مجمع الأمثال...ص ــ 13

ـ (6) صحيح البخاري حديث رقم(5049)

(4178)حديث رقم    مصنف عبد الرزاق الصنعاني(7)ـ

ـ (8) تاريخ آداب العرب...ص ـ 7

ـ (9) سورة الأنبياء الآية ـ 77 

ـ (10)تاريخ آداب العرب ...ص ـ 9

ـ (11)سورة الأعراف الآية ـ 21

ـ (12)تاريخ آداب العرب ...ص 7

ـ (13)سورة محمد الآية ـ 4

ـ (14)تاريخ آداب العرب ...ص ـ 7 ـ 9 ـ 13

ـ (15)تاريخ آداب العرب ــ ص ـ 9

ـ (16) كتاب عظماء بلا مدارس ـ ص90  

حول كتاب "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزكين


 حول كتاب "تاريخ التراث العربي" لفؤاد سزكين.


إعداد :
1ـ محمد صوضان
2ـ الحسين إفقيرن

                      مقدمة

عرف العرب ألوانا من الحضارات في جاهليتهم الأولى مع المعينيين والسبئيين ومن جاء بعدهم ،لكن سرعان ما خبا توهجها،وامتد إليها الوهن فالفتور؛ولم يأت القرن الخامس الميلادي حتى اندثرت،غير بقية من أشعار وأنساب وتواريخ لم يطلها الدروس لتوافر أسبابها وحاجتهم إليها،فلما جاء الإسلام وسع هذه المعارف،وزادها بأحكام القرآن وتشريعاته وما تضمنتها من أحكام،فظهر في مجال العمران توسيع الرقعة الإسلامية بفتح البلدان للتبشير بالدين الجديد،وتخطيط المدن الجديدة ذات الطابع الإسلامي،بينما ظهر في مجال الفكر محاربة السائد من العقائد الفاسدة ،والخرافات ،ومدارسة القرءان وأحاديث الرسول،ولم يأت العصر الأموي حتى بدأت العلوم الإسلامية في النشوء،لتتطور وتبلغ أوجها مع العصر العباسي؛هذا العصر الذي يمثل ذروة ما وصل إليه الفكر الإسلامي في العصور الخالية،بما عرفه من تتطور العلوم،واستوعب من حضارات قديمة،وتمثلها،وزاد عليها،وألم بتراث الماضين من العلماء والفلاسفة والأدباء،فنفقت سوق التأليف والترجمة والدرس في جميع حقول المعرفة،لذلك لا جرم أن نرى المستشرقين من الغربيين اهتموا بهذا التراث الضخم دراسة،وتأريخا،وتحقيقا،فأسفر التأريخ للأدب العربي عن عدة مؤلفات قيمة،كان من جملتها تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان،وآخر بنفس العنوان لبلاشير،وغيرها من دراسات العرب والمستشرقين،إلا أن الدراسة التي قام بها فؤاد سيزكين حول التراث العربي في كتابه القيم " تاريخ التراث العربي " تعد بحق هي الأولى من نوعها،فهو في هذا المجال يغني عن كل كتاب،كما قال أستاذنا،لذلك ووعيا  منا بقيمة الكتاب حاولنا إعطاء نظرة عامة حوله،علها تكون  نبراسا لمن يحتاج إلى الاستزادة منه.

وقد اشتمل هذا العرض بالإضافة إلى المقدمة التمهيدية على ستة مباحث .

المبحث الأول :ترجمة موجزة للمؤلف

المبحث الثاني:أسباب التأليف

المبحث الثالث:العراقيل التي واجهت المؤلف أثناء التأليف

المبحث الرابع:منهج المؤلف في الكتاب.

 المبحث الخامس:منهج المؤلف في تراجم الكتاب.

المبحث السادس :مترجموا الكتاب ومراحل ترجمته

المبحث الأول:ترجمة موجزة للمؤلف:

ولد فؤاد سيزكين سنة (1924) في مدينة إستانبول بتركيا،وفيها أكمل دراسته الابتدائية والثانوية،وكان ينوي الدراسة في الجامعة التكنولوجية،إلا أن أحد أقربائه أخذه إلى المستشرق "هيلموت رويتر" وأقنعه هذا بضرورة دراسة التراث العربي،فضلا عن الرياضيات ليرضي طموحه العلمي،وأثناء هذه الفترة  تعلم اللغة العربية حتى غدا قادرا على التحدث بها بطلاقة،وفي سنة (1947) بدأ بجمع مادة كتابه حول التراث العربي،قبل أن يعين أستاذا في جامعة استانبول سنة (1954)،وهي نفس السنة التي نال فيها درجة الدكتوراه بأطروحته حول " مصادر البخاري " وفي سنة (1960)طرد من  تركيا،فلجأ إلى ألمانيا،وفيها أصدر الجزء الأول من كتابه سنة (1963) وواصل عمله هذا إلى أن بلغ بكتابه اثنا عشر مجلدا،في علوم العربية؛التي شملت العلوم الأدبية،والطب،والكيمياء،والجغرافيا،وغيرها،وفي سنة (1978) نال جائزة الملك فيصل في العلوم الإسلامية،ليقوم بتأسيس معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت،سنة  (1982) كما نال عدة أوسمة أخرى في ألمانيا تقديرا لجهوده في مجال البحث .

  المبحث الثاني:أسباب التأليف :

إن لكل عمل سببا مقنعا يدفع إليه،وغاية ترجى من ورائه،وكان السبب والدافع للمؤلف لتأليف كتابه هذا،رغبته في وضع ملحق لكتاب تاريخ الأدب العربي لبروكلمان،بالاعتماد على المخطوطات الموجودة في مكتبات استانبول،إلا أنه بعد صدور الجزء الأول والثاني،اتضح أنه عمل جديد مستقل عن كتاب بروكلمان،لذلك حاول المؤلف الانتقال من منهجه الذي هو بالدرجة الأولى منهج بيبليوغرافي يولي العناية الكبرى لإحصاء مصادر الثقافة العربية،ليواصل بالمجلدات التالية كتابة تأريخ للعلوم الإسلامية المكتوبة بالعربية،وقام بدراسة كل المواد المتاحة له،وحققها وراجع كل ما ذكره بروكلمان،وأضاف إليه معلومات جديدة،خصوصا وأن الدراسات في هذا المجال قد تقدمت،وكثير من المصادر العربية قد حققت.

وكان قد اعتزم القيام بهذا العمل مع المستشرق الألماني "ريشر" ، الذي قضى جلّ حياته في مكتبات استانبول،إلا أن موقف المؤلّف في تغيير خطة الكتاب بالإضافة إلى تقدم ريشر في السن،قد حالا دون ذلك .

المبحث الثالث:العراقيل التي واجهت المؤلّف أثناء التأليف:

إن كل عمل ضخم لابدّ أن تواجه صاحبَه عراقيلُ،قد تحول دونه لاسيما في مجال البحث والدراسة،ولكن عندما يرى الباحث أبعاد ومآلات عمله،ويدرك حقيقة الصّعوبات التي تعترض سبيله،يكون إقدامُه على عمله جريئا وارتباطه بموضوعه وثيقا،ولاسيما إذا كانت المادة التي جمعها غنيةً وغزيرةً .

وكانت العراقيل التي واجهت المؤلف ذات شقين اثنين : ماديّ ومعنويّ،ويتمثل الأول في قيامه بعدة رحلات إلى جميع أنحاء أوروبا،وشمال إفريقيا،والشرق الأدنى والأوسط،وصولا إلى الهند،وكل هذه الرحلات أنفق عليها من ماله الخاص،بالإضافة إلى تكاليف مساعديه،وما دفعه ثمناً للمراجع والفهارس وتصوير المخطوطات واستخراج المقالات من المجلات العلمية ،وكانت هيأة اليونسكو قد رصدت مبلغا هاما لمساعدته في مشروعه هذا،إلا أن مثل هذا العمل الذي لن يقوم به شخص واحد في نظرها حال دون ذلك،قال:"والسبب الحقيقي في هذا التأجيل ،أنهم رأوا وجوب اشتراك مجموعة من العلماء في عمل كهذا،يقوم كلّ منهم ببحث مجال من مجالات التراث العربي ". (تاريخ التراث العربي ـ المجلد  1 ـ الجزء 1 ـ  ص 11 ) .

 ويتمثل الثاني في توافر عوامل،كان من الممكن أن تدفعه إلى الخوف والإحجام عن تنفيذ عمله هذا،خصوصا وأن الآراء حول عمل من سبقه في هذا المجال متفاوتة،والحكم عليهم قاس،والنقد الذي نالوه لاذع،والأخطاء التي وقعوا فيها عديدة ،لذلك رأى أن هذا العمل مغامرة أقدم عليها ". (تاريخ التراث العربي ـ المجلد 1 ـ الجزء 1 ـ ص 11 ) .

المبحث الرابع:منهج المؤلف في الكتاب :

إن الإلمام بالطريقة أو المنهج الذي اتبع في تأليف كتاب من الكتب،لهو خير معين للطالب على الوصول إلى بغيته ومراده بمجهود أقل،وفي فترة زمنية يسيرة،لذلك نرى غالب المؤلفين القدماء والمعاصرين لا يدخرون جهدا في رسم مناهج التأليف التي ساروا عليها في أوليات كتبهم،لهذا وغيره حاولنا أن نتلمس الخطة التي درج عليها المؤلف في كتابه،لعلنا نوفق إلى إعطاء صورة تقريبية للطالب،علها تفيده عند تصفح الكتاب وتضيف إلى مدخره من المعلومات جديدا.

يبتدئ المؤلف في جل أجزاء كتابه قبيل الحديث عن علم من العلوم الإسلامية،بمقدمة تاريخية حول أهم الدراسات الاستشراقية،والعربية التي أنجزت عنه (تاريخ التراث العربي_ المجلد 2_الجزء 1 _ص 3 ) . ثم يصوغ بعدها تمهيدا،يتناول فيه نشأة ذلك العلم،اعتمادا على بعض الدراسات السابقة عليه،أو على بعض الأسماء التي تظهر بين الفينة والأخرى في أسانيد بعض  الكتب القديمة (تاريخ التراث العربي_ المجلد 1_الجزء 1 _ ص 117) . أو بالاستناد إلى من نقلوا عن كتب درست واستغني عنها بعض ظهور ما يضاهيها في مجالها،وغالبا ما نرى المؤلف يجعل مولدها في العصر الأموي،باستثناء بعض العلوم التي تمتد جذورها إلى صدر الإسلام أو قبله،كالقراءات القرآنية،والشعر،والأنساب،ثم ينتقل إلى عرض تراجم من عنوا بهذه العلوم وغذوها بقرائحهم،تحت فصول يعنون لها غالبا بكتب فن كذا في العصر الأموي أو العباسي (تاريخ التراث العربي_ المجلد 1_الجزء 4 _ ص 95ـ103).أو كتاب الفن كذا في العصر الأموي أو العباسي كذلك (تاريخ التراث العربي_ المجلد 1_الجزء 4 _ ص 7ـ35) . أو نسبة العلماء أو المؤلفين إلى أقاليمهم، كما فعل مثلا مع الشعراء و اللغويين حيث يورد شعراء ولغويي البصرة والكوفة تحت فصل "اللغويون والشعراء في العراق " (تاريخ التراث العربي ـ المجلد 8ـالجزء1ـ2 ص 78ـ199) . سواء منهم المؤلفون أو غيرهم، موزعا إياهم على فترتين زمنيتين في الغالب؛ تتمثل الأولى في العصر الأموي، لتبدأ الثانية أواخر هذا العصر وتمتد إلى أوائل العقد الثالث من المائة الرابعة (430) . ولم نعلم السبب الذي جعل المؤلف يقف عند هذا التاريخ.أيكون ذلك لاعتبارات في التأليف ؟أم أنه نظر إلى هذه الفترة على أنها مبلغ تطور العلوم الإسلامية ؟خصوصا وأن العلوم العربية في هذا التاريخ قد استقلت،وساد فيها التقليد،واجترار ما قيل،وأصبح العلماء يتفننون في تذييل الكتب بالشروح،والشروح بالحواشي،وهذه بالتعليقات،وصارت غاية التأليف من أجل التأليف فقط ،لا من أجل العلوم ،ولأن التأليف وظيفة العلماء،كما قال الرافعي .

ثم في آخر بعض الأجزاء،يقوم بذكر بعض المؤلفين المجهولين (تاريخ التراث العربي_ المجلد 8_الجزء 1 ص 494). والكتب التي جهل مؤلفوها،ثم الكتب التي لم يصلنا منها إلا نتف قليلة،مبثوثة في ثنايا بعض المصادر القديمة،كما قام في بعض الأجزاء بوضع فهارس للمؤلفين والعلماء أو غيرهم ممن تعرض  لذكرهم في ثنايا الكتاب أصالة أو عرضا ،والأمر نفسه ينطبق على المؤلفات ،(تاريخ التراث العربي_ المجلد 1ـ8 ).وفي آخر جزء من الكتاب قام بسرد المخطوطات العربية الموجودة في بعض  مكتبات العالم،مقدما تلك التي تعرض لها بروكلمان في كتابه القيم ،ثم يردفها بما وقف عليه بنفسه،وقد بزّ سابقيه في هذا المجال،إذ لم يكتف بإيراد المخطوطات كما فعل بروكلمان ،بل عني أيضا بذكر تاريخ نسخها ،وعدد أوراقها ،أو صفحاتها ،وأجزائها،قال :"ولقد ذكرت أولا المخطوطات التي قدمها بروكلمان ،ثم أتبعتها بالمخطوطات الجديدة التي عثرت عليها ،وأضفت معلومات جديدة مكملة مثل :تاريخ المخطوطات وعدد أوراقها وصفحاتها وكذلك عدد أجزائها. (تاريخ التراث العربي_ المجلد  1 ـ الجزء 1 ـ ص 12).

المبحث الخامس:منهج المؤلف في تراجم الكتاب:

إن التأريخ للرجال هو جزء من التأريخ للعلوم ،إذ هم الأركان التي قالت عليها،وعليهم استندت في جميع مراحلها إلى أن قامت على سوقها ،واستوت مكمولة الخلقة ،وقد عرف هذا النوع من التأليف في جميع مراحل الفكر العربي الإسلامي ، وما كتب الطبقات ، والرجال ،والمسانيد ،والمعاجم،والمشيخات ،والبرامج ،والسير إلا غيض من فيض،لذلك ارتأينا أن ندبج بعض ما عن لنا عن منهج المؤلف في التراجم فنقول :إن المؤلف في إيراده لترجمة من التراجم يفتتحها باسم المؤلف ،منسوبا إلى أبيه فجده ،ثم يبين أصله ،ومحل ولادته،وتاريخها،بالتقويمين الهجري والميلادي ،ثم يذكر بعض تلامذته وشيوخه ،ليخلص في الأخير إلى ذكر محل وتاريخ وفاته .

 بعد هذا ينتقل إلى ذكر المصادر القديمة مرتبة ترتيبا تاريخيا في الأغلب الأعم ،بعدها تأتي المراجع والدراسات التي بحثت ناحية من نواحي المترجم له ،سواء في ذلك دراسات العرب أو المستشرقين ،ولا بأس أن نورد مثالا على ما نزعم ،ففي سياق سوقه لترجمة ابن عامر(118)،وهي الترجمة الأولى في الكتاب ،جاءت مصادرها كالتالي :

ـ الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي(ت 240 ) .

ـ الفهرست لمحمد بن اسحاق بن النديم (ت 380 / 385 /400 ).

ـ ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي (ت 774 ).

- غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (ت 833) .

ـ التهذيب لابن حجر العسقلاني (ت 852 ).

الأعلام لخير الدين الزر كلي (ت 1967 م ).

ثم يختم الترجمة بسوق آثاره المطبوعة منها ،والمخطوطة ،ذاكرا مكان الطبع وزمانه بالنسبة للمطبوعات ،وأماكن المخطوطات في مكتبات العالم ،وغالبا ما يقدم وصفا موجزا عن المخطوطة ؛من حيث موضوعها ،وما تطرقت إليه من فنون ،وتاريخ نسخها ،والمكتبة التي  توجد فيها ،ورقمها الترتيبي ضمن المجموعة التي تنتمي إليها وفي ،أحايين نادرة ،يذكر من نقل عنها ،أو تأثر بها .

المبحث السادس :مترجموا الكتاب ومراحل ترجمته:

ظهر كتاب التراث العربي لفؤاد سيزكين باللغة الألمانية في العقد السادس من القرن الماضي ،على شكل أجزاء متتابعة ،كلما أنهى المؤلف جزءا دفعه إلى المطبعة ،ولم تبزغ فكرة ترجمة الكتاب في أذهان الباحثين العرب  إلا في بداية السبعينيات من القرن العشرين ،وكان من الساقين إلى هذا العمل العظيم ؛كل من الدكتور محمود فهمي حجازي وفهمي أبو الفضل إبراهيم ،فقد نقلا الجزء الأول إلى العربية ،وتم نشره سنة (1977)على نفقة الهيأة المصرية ،إلا أن فهمي أبا الفضل إبراهيم ،فارق الحياة قبل أن يرى عمله النور ،وفي سنة (1978) تولت جامعة الرياض وجامعة محمد بن سعود الإسلامية ترجمة ما نشر من الأصل الألماني إلى ذلك الوقت ،فتكفلت الأولى بترجمة الجلد الثالث والرابع الخامس والسادس والسابع ،بينما تولت الثانية ترجمة باقي الكتاب ،ليتم طبعه كاملا سنة (1991)بمناسبة افتتاح المدينة الجامعية بالمملكة العربية السعودية على نفقة أمير منطقة الرياض ،وقد ساهم في ترجمة الكتاب غير من ذكر،كل من الدكتور مصطفى عرفة ،ومحمد سعيد عبد الرحيم ،كما قام بمراجعة الترجمة الدكتور عبد الفتاح الحلو ،وعبد القدوس أبو صالح ،وعبد الفتاح أبوغدة ،وصالح الفوزان ،و محمد الصالح ،وقام بالإشراف على الطباعة ،عبد الله بن ادريس والسيد عبد الله الموسى .

وختاما نقول :إن كتاب فؤاد سيزكين يعد تتويجا لجهود من تقدموه في مجال التأليف

 حول الثقافة العربية عموما ،بما حواه من مادة علمية غزيرة ،ومن منهج رصين في التأليف ،لذلك لا نستغرب تربعه على قمة المؤلفات التي حاولت تناول الثقافة العربية في مختلف عصورها ،ففيه بغية للباحث في شتى العلوم العربية ،سواء الأدبية منها أو العقلية ،من بداية نشوئها ألى حدود سنة (430) هجرية ،بالإضافة إلى إحصاء شبه تام للمخطوطات العربية المجودة في مكتبات العالم. 

قبيلة أوناين


قبيلة أونايـن

قبيلة سوسية على حدود منطقة سوس الشمالية، بجبال الأطلس الكبير الجنوبية، وتحدها شرقا اتحادية قبائل أيت واوزكيط، وغربا قبيلة أيت سمك، وجنوبا قبيلة إيرحالن، والجنوب الشرقي قبيلة إيوزيزن

* * *

وللمزيد من المعلومات حول هذه القبيلة ننقل ما جاء في تعريف أوناين من كتاب نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية للأستاذ علي صدقي أزايكو، حيث قال

* * *

أوناين هو اسم بلد يقع على السفح الجنوبي لجبل درن، وتحده من الشرق بلاد تيفنوت (وهي قبيلة تابعة لاتحادية قبائل أيت واوزكيط) ومن الغرب بلاد أيت سمك، ومن الشمال حوض وادي نفيس، ومن الجنوب بلد أيت سمك وإيوزيون، وهو عبارة عن منخفض داخل الجبل (2250-1000) متر. وتخترقه سيول كثيرة، تتجمع في نهاية الأمر لتكون نهر أوناين، (أسيف ن لمداد)، وسكانه من مصاميد جبل درن بسوس، يتكلمون الأمازيغية، ويتصلون بالمجموعات الأخرى المجاورة عن طريق ممرات جبلية قديمة ومعروفة (مثل تيزي ن ويشدان - وتيزي ن وفرا - وتيزي ن تامتركا، وغيرها)، وتخترقه اليوم طريق للسيارات تصله بوادي نفيس وسهل سوس، وأهم أنشطة السكان هي الزراعة المسقية وتربية المواشي

وإذا كان المؤرخ لاووسط قد لاحظ وجود نوع من التقارب اللفظي بين كلمة (أوناين) ولفظ (أونـا) وهو جمع أنو أي البئر، فإنه تلافى تأكيد وجود أصل مشترك للكلمتين، ونعتقد أنه على حق، أما إشارته بالمناسبة الى حصن (هنين) بحرف الهاء، المرفوع، فتعتبر في نظرنا أكثر إفادة، إذ يلاحظ أن التقارب اللفظي بين هنين وأوناين يكاد يكون كاملا،ومعناهما واحد

إننا نميل الى الاعتقاد بأن كلمة (أوناين) جمع غير قياسي (أهناي) الذي يجمع على (إيهاناين) ويعني النظر والمنظر، والفعل المستعمل في اللغة المحلية هو (أناي) بتشديد حرف النون أي أنظر)، وأوناين بلد جميل مكشوف أمام الناظر من مرتفعاته ومشرف على سهل سوس الأفيح

واعتمادا على ما وصف البكري لحصن (هنين) نجد تقاربا كبيرا في المميزات الطبيعية لكلا الموقعين، ويلاحظ أن الكلمة احتفظت بالهاء المرفوعة، في حين سقطت الهمزة التي لابد أن تكون في الصيغة الأمازيغية، وذلك لأننا نعتقد أن النطق الأصلي هو (أهناين) = أوناين

إن أقدم إشارة تاريخية وصلت الينا عن أوناين، ترجع الى بداية تأسيس الدولة الموحدية، حيث ذكر أبو بكر الصنهاجي البيذق، أن أهل أوناين كانوا في التنظيم الموحدي يعدون من القبائل، وان بلادهم فتحها المهدي بن تومرت عام 518 هـ موافق 1124 م أي في نفس السنة التي فتح فيها وادي نفيس، حيث بنى مدينة تينملل

ويبدو أن اهل أوناين لم يقبلوا بسهولة الخضوع لسلطة ابن تومرت، فانعكس ذلك بشكل سلبي على رتبتهم كمجموع في التمييز الموحدي، ومما يؤكد ذلك ان المهدي بن تومرت أعطى كاتبه المقيم بتينملل، وهو ملول بن ابراهيم بن يحيى الصنهاجي، أسهما في أوناين، وقد يفهم من ذلك أن تلك الأسهم لم تتوفر الا بعد أن أخذت قهرا من أصحابها، إذ ليس من المستبعد أن يكون أهل أوناين قد عرفوا نفس المصير الذي عرفه (إيزميرن) أو هزميرة الجبل، سكان وادي نفيس، حين قتل أغلبهم وتقاسم الموحدون ممتلكاتهم بأمر من ابن تومرت

وفي القرن 18م ورد في كتاب (رحلة الوارد) أن أهل أوناين كانوا مندمجين في حركة التاريخ المحلي، خصوصا مع جيرانهم أهل وادي نفيس وأيت سمك، يخضعون كباقي جيرانهم لنظام حكم (إيمغارن) أو الأشياخ والتحزب اللفي

وحينما قام الباشا عبدالكريم بن منصور بحملته العسكرية على وادي نفيس قصد إخضاع سكانه وتطويع (شيخ زاوية تاسافت) المجاورة لتينملل، وذلك سنة 1127 هـ موافق 1715 م كانت بلاد أوناين هي مقر المحلة المخزنية التي بقيت هناك أكثر من شهر، وقد مرت حركة الباشا من هذه الناحية لأنها أسهل طريق يمكن أن يسلكها جيش للوصول الى الوادي المذكور، وقد اضطر الباشا سكان أوناين الى المشاركة في الهجوم على وادي نفيس، بعد أن جند منهم 3000 وجعلهم في مقدمة جيشه، لأنهم يعرفون مسالك جبل (ويشدان) الذي يفصل وادي نفيس عن بلدهم، وقد سهلوا عليه كثيرا اختراق صفوف المقاومة المحلية، وبعد انتهاء مهمة (الحركة) في وادي نفيس، غادرت بلاد أوناين بعد أخذ الباشا من سكانه ثلاثة قناطير من المال

وفي النصف الثاني من القرن 19م حينما عادت منطقة أطلس مراكش تطفو على سطح الأحداث، بظهور ما سمي فيما بعد بكبار القواد، بدأ اسم أوناين يذكر من جديد، فبعد أن كان أشياخ أوناين تحت حماية شيخ (تالامت) علي اومنصور بتاكنتافت، لأن رابطة اللف تجمعهم، أصبحوا في نهاية القرن خاضعين لسلطة عائلة (أيت لحسن بتاكنتافت) وبالفعل فقد استغل القائد الحاج الطيب الكنتافي حالة (السيبة) التي تلت موت السلطان المولى الحسن الأول العلوي، ليوسع منطقة نفوذه في السفح الجنوبي للأطلس الكبير، وهكذا أخضع أوناين وأيت سمك في ما وراء (تيزي ن تاست) سنة 1895م وفي 13 شعبان 1314هـ موافق 18 يناير 1897م عين رسميا قائدا على أيت إخلف وأيت قضني وأكديم وأفرى وتضيكت من فرقة اوناين

غير أن توسع مناطق نفوذ عائلة الكلاوي في اتجاه الجنوب، لتشمل أيت واوزكيط وإيسكتان أعطى لبلاد أوناين أهمية استراتيجية، سواء بالنسبة الى الكنتافي أو الكلاوي، ولذلك أصبحت منطقة نزاع بين الطرفين، وهذا ما أدى الى تقسيمها بينهما في العقد الأول من القرن 20م

وقد كرست الحماية الفرنسية هذا التقسيم التعسفي ونتيجة لذلك أصبح الخلل الذي ألحقه بالتنظيمات المحلية لمجتمع قبيلة أوناين خلل دائم، لم تعد تتحكم الادارة المحلية في إصلاحه

--------------------------------------

المصدر المنقول منه : كتاب نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية للأستاذ علي صدقي أزايكو